فن الكتاب الأدبي سفر أيوب
انتبه المفسرون منذ عهد بعيد الى ان صفة هذا الكتاب الأدبية فريدة في الأسفار المقدسة فلقد أحقه التقليد اليهودي والمسيحي بالمؤلفات الحكمية لما فيه من أقوال حكمية الاصل ومع ذلك فالمفسرون يعترفون اليوم بأنه يفلت من كل محاولة لتصنيفه
ان صيغة الحوار التي اولاها افلاطون شهرتها نشأت منذ أقدم العصور في بلاد ما بين النهرين وفي وادي النيل وهناك وثيقة مسمارية من الألف الثالث قبل الميلاد
تطرح مشكلة الشر بألفاظ جرئية ويقال لها اليوم أيوب السومري وهناك نص نص مسماري آخر باللغة البابلية يتناول موضوع البار المتألم وهناك الحوار التطريزي في علم الالهيات الذي ترقى نسخته الى القرن التاسع قبل الميلاد على الأقل وهو يجمع مريضاً وصديقاً له يتجادلان في العدل الالهي في 27 قطعة شعرية كل واحدة من 11 سطراً فالصديق يستخدم براهين نراها أيضاً في خطب اليفاز التيماني
ورد في مصر حوار الانسان السؤوم من الحياة مع نفسه وفيه يتكلم عليل بائس طردته اسرته طردها لرجل ملعون ويتكلم على الانتحار بأسلوب غنائي ولم يفت المفسرين أن يروا ان أيوب ينفرد عن اشخاص الأدب العبري في التعبير عن استهواء الموت له يضاف الى ذلك ان في القصيدة الكتابية مفردات وتلمحيات كثيرة تدل على بعض الألفة للثقافة المصرية فالراجح ان شاعر سفر أيوب كان ينتمي الى حلقة أدباء الحكمة الدوليين وأنه كان يعرف صيغة الحوار الأدبية
لا شك أن مثل هذا الفن الأدبي كان يتناسب دون عقاب مع العرض العلني لآراء هدامة او على الاقل مع أفكار تناقض عقائد مجتمع سادته التقاليد ومع ذلك فلا بد من الاعتراف بأن الشاعر وضع مؤلفاً فريداً من نوعه
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق