الهدف الاول من قصيدة سفر ايوب
( الهدف الاول من قصيدة كتاب سفر ايوب هو تحرير السيادة الالهية من مفهوم العدالة الانساني فحين يجيب الرب ايوب من باطن العاصفة وفي ذلك تلميح شبه واضح الى تجلي الله لموسى والى النبي ايليا راجع هذين الفصلين )
سفر الخروج الفصل التاسع عشر
وفي الشهر الثالث لخروج بني إسرائيل من أرض مصر في ذلك اليوم وصلوا إلى برية سيناء ورحلوا من رفيديم ووصلوا إلى برية سيناء فخيموا في البرية هناك خيم إسرائيل تجاه الجبل وصعد موسى إلى الله فناداه الرب من الجبل قائلا كذا تقول لآل يعقوب وتخبر بني إسرائيل قد رأيتم ما صنعت بالمصريين وكيف حملتكم على أجنحة العقبان وأتيت بكم إلي والآن إن سمعتم سماعا لصوتي وحفظتم عهدي فإنكم تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب لأن الأرض كلها لي وأنتم تكونون لي مملكة من الكهنة وأمة مقدسة هذا هو الكلام الذي تقوله لبني إسرائيل فجاء موسى ودعا شيوخ الشعب وجعل أمامهم هذا الكلام كله كما أمره الرب فأجاب كل الشعب وقال كل ما تكلم الرب به نعمله فنقل موسى كلام الشعب إلى الرب وقال الرب لموسى ها أنا آت إليك في كثافة الغمام لكي يسمع الشعب مخاطبتي لك ويؤمن بك للأبد فأخبر موسى الرب بكلام الشعب وقال الرب لموسى اذهب إلى الشعب وقدسه اليوم وغدا وليغسلوا ثيابهم ويكونوا مستعدين لليوم الثالث فإنه في اليوم الثالث ينزل الرب أمام الشعب كله على جبل سيناءوضع حدا للشعب من حواليه وقل لهم احذروا أن تصعدوا الجبل أو تمسوا طرفه فإن كل من مسى الجبل يقتل قتلا لا تمسه يد وإلا يرجم رجما أو يرمى رميا بالسهام بهيمة كان أو إنسانا ولا يحيا وحين ينفخ في البوق يصعدون الجبل فنزل موسى من الجبل إلى الشعب وقدسه وغسلوا ثيابهم وقال للشعب كونوا مستعدين لليوم الثالث ولا تقربوا آمرأة وحدث في اليوم الثالث عند الصباح أن كانت رعود وبروق وغمام كثيف على الجبل وصوت بوق شديد جدا فارتعد الشعب كله الذي في المخيم فأخرج موسى الشعب من المخيم لملاقاة الله فوقفوا أسفل الجبل وجبل سيناء مدخن كله لأن الرب نزل عليه في النار فآرتفع دخانه كدخان الأتون وآهتز الجبل كله جدا وكان صوت البوق آخذا في الآشتداد جدا وموسى يتكلم والله يجيبه في الرعد ونزل الرب على جبل سيناء إلى رأس الجبل ونادى الرب موسى إلى رأس الجبل فصعد فقال الرب لموسى انزل ونبه الشعب أن لا يتهافت على الرب ليرى فيسقط منه كثيرون وليتقدس أيضا الكهنة الذين يتقدمون إلى الرب كيلا يبطش الرب بهم فقال موسى للرب إن الشعب لا يستطيع أن يصعد إلى جبل سيناء لأنك نبهتنا وقلت ضع حدا للجبل وقدسه فقال له الرب اذهب فآنزل ثم أصعد أنت وهارون معك وأما الكهنة والشعب فلا يتهافتوا ليصعدوا إلى الرب كيلا يبطش بهم فنزل موسى إلى الشعب وكلمهم قائلا
سفر الملوك الأول الفصل التاسع عشر
وأخبر أحآب إيزابل بكل ما صنعه إيليا كيف قتل جميع الأنبياء بالسيف فأرسلت إيزابل رسولا إلى إيليا وقالت كذا تفعل الالهة بي وكذا تزيد ان لم أجعل نفسك في مثل الساعة من غد كنفس واحد منهم فخاف وقام ومضى لإنقاذ نفسه ووصل إلى بئر سبع التي ليهوذا وترك خادمه هناك ثم تقدم في البرية مسيرة يوم حتى جاء وجلس تحت رتمة والتمس الموت لنفسه وقال حسبي الآن يا رب فخذ نفسي فإني لست خيرا من آبائي ثم اضجع ونام تحت الرتمة فإذا بملاك قد لمسه وقال له قم فكل فنظر فإذا عند رأسه رغيف مخبوز على الجمر وجرة ماء فأكل وضرب ثم عاد واضجع فعاوده ملاك الرب ثآنية ولمسه وقال قم فكل فان الطريق بعيدة أمامك فقام وأكل وشرب وسار بقوة تلك الأكلة أربعين يوما وأربعين ليلة إلى جبل الله حوريب ودخل المغارة هناك وبات فيها فإذا بكلام الرب إليه يقول ما بالك ههنا يا إيليا؟فقال اني غرت غيرة للرب إله القوات لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك وحطموا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف وبقيت أنا وحدي وقد طلبوا نفسي ليأخذوها فقال الرب اخرج وقف على الجبل أمام الرب فإذا الرب عابر وريح عظيمة وشديدة تصدغ الجبال وتحطم الصخور أمام الرب ولم يكن الرب في الريح وبعد الريح زلزال ولم يكن الرب في الزلزال وبعد الزلزال نار ولم يكن الرب في النار وبعد النار صوت نسيم لطيف فلما سمع إيليا ستر وجهه بردائه وخرج ووقف بمدخل المغارة فإذا بصوت إليه يقول ما بالك ههنا يا إيليا؟فقال إني غرت غيرة للرب إله القوات لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك وقوضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف وبقيت أنا وحدي وقد طلبوا نفسي ليأخذوها فقال له الرب إمض فأرجع في طريقك نحو برية دمشق فإذا وصلت فامسح حزاثيل ملكا على أرام وآمسح ياهو بن نمشي ملكا على إسرائيل وآمسح أليشاع بن شافاط من آبل محولة نبيا مكانك فيكون أن من أفلت من سيف حزائيل يقتله ياهو ومن أفلت من سيف ياهو يقتله أليشاع ولكن قد أبقيت في إسرائيل سبعة آلاف كل ركبة لم تجث للبعل كل فم لم يقبله فمضى من هناك فلقي أليشاع بن شافاط وهو يحرث وأمامه اثنا عشر فدان بقر وهو مع الثاني عشر فمر إيليا نحوه ورمى اليه بردائه فترك البقر وركض وراء إيليا وقال له دعني اقبل أبي وامي ثم أسير وراءك فقال له اذهب راجعا ماذا صنعت بك؟فرجع من خلفه وأخذ زوجين من البقر وذبحهما وطبخ لحمهما على أداة البقر وقدم للشعب فأكل ثم قام ومضى مع إيليا وكان يخدمه
( لا يأتي في الواقع بأي جواب عن أسئلة الانسان المتألم فهو الذي يطرح أسئلة جديدة الواحد بعد الآخر قبل ان يصل الى أشد الاسئلة المحيرة هل يخاصم القدير لائمه ويجيب الله موبخه ؟ سفر ايوب 40 / 2 ولما رفض أيوب ان يقبل التحدي فأجاب أيوب الرب وقال تكلمت بطيش فبماذا أجيبك؟إني أجعل يدي على فمي قد تكلمت مرة فلا أجيب ومرتين فلا أزيد سفر ايوب 40 / 3 - 5 فقد نكد الرب مرة اخرى ذلك البطل الذي يريد القتال ودعاه بشيء من التهكم الى الاستعداد للمعركة الأخيرة شد وسطك وكن رجلا إني سائلك فأخبرني ألعلك تنقض قضائي؟ أتؤثمني لتبرر نفسك؟ سفر ايوب 40 / 7 - 8 وهذان السؤالان ينفذان الى قلب الجدال ويأتيان بمفتاح سفر ايوب بأسره فالكاتب يستعين بسر الألم ليسبر سر الله )
( لم يكف البطل عن اعلان براءته وقد اشار مراراً كثيرة ألى ان بؤسه يكذب عدل الله ولكنه كان يؤكد في الواقع ان الله سيعترف ببراءته وكان يحاول تبرير نفسه بإملاء شروطه على التقدير )
( وبينما اصدقاؤه يتورطون في دفاعهم الذي لا يعرف الملل عن المكافأة الالهية وعن قيمة التوبة فيظهرون بذلك أنهم يقومون بعمل عقلي لاهوتي يهدف الى تبرير الله كان ايوب يشدد على الحقوق التي يكتسبها الانسان بسلوكه الخلقي فيغلق على نفسه في السعي وراء تبرير الانسان وفي امكان الشاعر ان يبين الآن ان تبرير الانسان لا يكتسب إلا بالحكم على الله )
( ان انشاء المناظرة النبوية الذي نراه في ايوب من الآيات أعلاه حيث فعل نقض هو الفصل الذي يستعمله إرميا حين يتكلم على نقض العهد القديم لا كالعهد الذي قطعته مع آبائهم يوم أخذت بأيديهم لأخرجهم من أرض مصر لأنهم نقضوا عهدي مع أني كنت سيدهم يقول الرب سفر ارميا 31 / 32 والشاعر باستعماله هذه المفردات يوحي بأن ايوب كان يقاسم في الواقع اصدقاؤه الاعتقاد القديم بالمكافأة المرتبط بمذهب عهد الواجب المتبادل فان ايوب اذا لم يتق الله مجاناً سفر ايوب 1 / 9 وكان ينسب ضمناً الى الله شان اصدقائه معنى انسانياً للعدل مبنياً على الفكرة التجارية في الشراء والدفع )
( من اراد ان يضع صلة بين كمال الانسان الخلقي وسعادته تصور الله رجل اعمال يتعامل مع زبائنه فالعبارة أعطني أعطك سفر ايوب 2 / 4 لا تعبر فقط عن عقلية الخصم الاسطوري الذي نجده في القصة النثرية بل تصف أيضاً جميع اشخاص الحوار الشعري وهذا ما يكشفه الرب نفسه لايوب من باطن العاصفة يبين الشاعر مخاطر لاهوت العهد كلما فسدت عقيدة الواجب التعاقدي ويوهم أن حرية الله محدودة وكان ايوب يظن شأن اسرائيل ان نزاهته تفوق نزاهة جميع بني الشرق وأنها اكتسبت له حقوقاً على الله )
( وأخيراً فالبطل مقتنع بضرورة مواجهة ما في موقفه من خطأ دقيق وهو لا يستطيع ان يبرر نفسه من ان يعلن في الوقت نفسه أن الله أثيم سفر ايوب 40 / 8 فيكشف انه سلك الطريق التي سار عليها اصدقاؤه فالدفاع عن الله هو دائما دفاع عن الانسان وعلم الالهيات هو في الواقع على الانسانيات )
ولما وقف ايوب أمام قداسة خالق العالمين التي لا حد لها اكتشف عندئذ أنه لا يستطيع ام يخلص نفسه فلا بد له ان يتخلى عن الوهم الذي يعد التقوى صناعة يراد بها السعادة والأمان وحين ادرك أنه أتقى الله مجاناً سفر ايوب 1 / 9 اكتفى بنعمة الحضور الالهي التي لا توصف ولم يعد يطلب أي شيء آخر )
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق