سفر أيوب وجنسية الشاعر
لا يذكر هذا الحوار الشعري شيئاً عن اختيار اسرائيل ورسالته وعن العهد الموسوي والعهد الداودي وعن جبل صهيون والهيكل ورتب الذبائح والرجاء المشيحي مهما يكن من أمر فان قصة البطل ايوب الشعبية القديمة كانت تظهر في ملامح غريبة غير اسرائيلية على الاطلاق وان وجود مفردات وتراكيب نحوية لا نراها في غيرها من الكتب العبرية المقدسة يثبت ما في هذا الكتاب من طابع استثنائي وقد استنتج بعض العلماء من هذه الملاحظات ان المؤلف كان حكيماً شرقياً غير اسرائيلي لا بل عرض بعضهم ان يرى في النص العبري الحاضر ترجمة لأصل آرامي او عربي
لا اساس لمثل هذه التكهنات فالأمور الأدبية التي يتميز بها سفر أيوب قد تعود الى استعمال لغة عبرية محلية تختلف عن لغة اورشليم والى تصرفات الشاعر باللغة
ان صاحب الحوار الشعري هو يهودي فنه يعرف معرفة وثيقة اقوال كبار الأنبياء ولا سيما اعترافات إرميا وكان يعرف عن ظهر القلب المزامير الني كانوا ينشدونها في هيكل اورشليم والأمثال التي كانوا يضربونها في بلاد ملوك يهوذا
من المحتمل ان يكون الشاعر قد نجا بعد كارثة 587 قبل الميلاد وفيها دك الهيكل من اساسه وأحرقت المدينة وقضي على عدد كبير من السكان او جلوا الى بابل فكان من اول اليهود ويقابل هذا التعبير اسرائيل القديم فساهم على طريقته وهي تختلف جداً عن طريقة حزقيال في نشأة اليهودية ومع انه لم يكن نبياً ولا كاهناً ولا صاحب مزامير فقد مارس لدى معاصريه خدمة نبوية رعوية وقد ابتكر من اجل جماعة محرومة من العبادة ومنتزعة من اصلها أدباً جديداً فجمع فنوناً يختلف بعضها عن بعض اختلافاً شديداً كأنشودة الندب والنشيد والقول الحكمي والمناظرة القضائية واللعنة والتأنيب النبوي لا بل رواية التجلي الالهي القديمة وذلك لعرض نوع من التسلية الأدبية على شكل أشبه بالمأساة
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق